اقدم جامعات العالم؟؟
تعتبر الجامعة المستنصرية من اقدم الجامعات في العالم وذلك.....
لم يتبق من ذكرى الخليفة المستنصر بالله سوى جامعته العلمية الخالدة المعروفة بالمستنصرية، والتي تعد من اقدم الجامعات العلمية ومن اعظم الاعمال الحضارية التي قامت بها الخلافة العباسية في اواخر ايامها، والتي شاء لها القدر ان تظل الاثر الوحيد الذي بقيت قائمة حتى يومنا من دور العالم العباسية في بغداد على كثرتها باختلاف طابعتها.
جريدة (الاتحاد) التقت الدكتور رجاء احمد آل بهيش مدير اعلام الجامعة المستنصرية وسألناه، متى شرع انشاء المدرسة المستنصرية فأجاب:
ــ شرع الخليفة المستنصر بالله العباسي في بناء الجامعة ببغداد على شط دجلة سنة (625 هـ ــ 1227م)، وقام على بنائها وتشييدها استاذ دار الخلافة محمد بن العلقمي، وبلغ ما انفقه عليها 700 الف دينار، وافتتحت الدراسة في (5 من رجب 631 هـ ــ 6 ابريل 1223م) وكان يوما مشهودا اقيم فيه احتفال كبير بهذه المناسبة، وذبح الفا رأس من الغنم، واقيم سماط عظيم في صحن المدرسة وكان عليه صفوف شتى الالوان المختلفة من الاطعمة الفاخرة، أكل منه الحاضرون وحمل منه الى سائر دروب بغداد.
* ماذا عن الدراسة في المستنصرية كجامعة كبرى؟
ــ عنيت هذه المدرسة العلمية بدراسة علوم القرآن والسنة النبوية والفقه والطب والرياضيات على نحو لم يسبق من قبل، فقد خصص الخليفة المستنصر لدراسة الفقه الاسلامي بناية خاصة، تدرس فيها المذاهب الفقهية الاربعة مجتمعة لأول مرة في تاريخ المدارس الاسلامية، وجعل للطب بناية خاصة، ثم اضاف الى مدرستي الفقه والطب دارين اخرين: دارا للقرآن ودارا للسنة، وبذلك جمع الخليفة المذاهب الفقهية الاربعة وعلوم القرآن والسنة النبوية وعلم الطب والعربية والرياضية والفرائض وجعلها في مكان واحد وتألف من ابنية متعددة اطلق عليها اسم المستنصرية، وكان قبل ذلك تبنى مدارس مستقلة لكل فرع من تلك الفروع، فيدرس الطب في مدارس مستقلة به بعيدا عن مدارس الحديث، التي هي الاخرى مستقلة عن دور القرآن.
وقد سن الخليفة المستنصر بالله سنة حسنة بدراسة الفقه بمذاهبه الاربعة في مدرسة واحدة، فلم يكد تمضي عشر سنوات على افتتاح المستنصرية، حتى اقدم الملك الصالح نجم الدين ايوب بأنشاء المدرسة الصالحية في القاهرة سنة (641 هـ ــ 1243م) لتدريس المذاهب الاربعة، ثم قامت زوجة الخليفة المستعصم آخر الخلفاء العباسيين المعروفة باسم “باب بشير” ببناء المدرسة البشيرية في سنة (649 هـ ــ 1251م) بالجانب الغربي من بغداد وجعلتها وقفا على المذاهب الاربعة على قاعدة الجامعة المستنصرية، وافتتحت للدراسة في 13 من جمادي الآخر سنة 653 هـ، ثم تولي بعد ذلك انشاء المدارس التي انتجت في النهج في تدريس الفقه بمذاهبه الاربعة.
* كيفية النظام الاداري ــ والنظام الدراسي؟
ــ كان يتولى ادارة الجامعة المستنصرية ناظر يختار من بين كبار موظفي الدولة يعاونه عدد من المساعدين، يأتي في مقدمتهم المشرف وهو كالمراقب المالي او المفتش والكاتب والخازن، وعدد من المستخدمين يقومون على خدمة المدرسين والطلاب، ويعد عبدالرحمن التركيتي اول من تولى منصب نظارة المدرسة المستنصرية؛ حيث عين في اليوم التاسع من رجب (631 هـ ــ 1233م).
اما النظام الدراسي فقد اختير للتدريس بالمستنصرية كبار شيوخ وائمة العلم في العراق والشام ومصر وغيرها ممن حصلوا على اسناد عال، او انتهت اليهم رئاسة العلم ام عرفوا بالبحث الدراسي العميق، ويعاون هؤلاء المدرسين معيدون نابغون، اما الطلاب فكان يدقق في اختيارهم من بين الطلاب النابهين وان لكل مذهب من المذاهب الفقهية مدرسا يعاونه اربعة معيدين، وفي القسم المخصص لكل مذهب يجلس شيخ على مقعد مفروش بالسجاد، وقد ارتدى حلة سوداء والى يمينه ميعدان،وعن يساره ممثلهما لإعادة ما يمليه الشيخ من الدروس.
* وماذا عن الوسائل المعينة ــ والتفرغ للدرس والتحصيل العلمي؟
ــ كانت المدرسة مجهزة بما يعين للطلاب على الدرس والتحصيل ويساعد الاساتذة على الشرح والتوضيح؛ فالحقت بالجامعة مكتبة عامرة اهداها الخليفة المستنصر اليها، وكانت تضم ثمانين الف كتاب بالاضافة الى ما حمل عليها من ذلك، وكانت دار الكتب هذه يقوم عليها خزنة من العلماء والافذاذ والمؤرخين المشهودين، وتضم عددا من الناسخين والمناولين للكتب الذين يقومون على خدمة الطلاب. وضمت الجامعة مستشفى يدرس فيه الطب؛ حيث تقترن الدراسة النظرية بالتطبيق ومعالجة الحالات المرضية، واجراء الفحوص والتجارب.
اما التفرغ للدرس والتحصيل العلمي يتفرغ القائمون عليها والملتحقون بها للدراسة والتحصيل، لا تشغلهم اعباء الحياة عن مواصلة البحث ولا يلههم التفكير في لقمة العيش عن متابعة التحصيل، وقد خصص لنظارها وشيوخها ومدرسيها ومعيديها واطبائها وطلابها وكل العاملين بها ما يكفيهم من الطعام والنفقات، ورتبت لهم البيوت والمساكن، وكانت الاطعمة توزع يوميا مطبوخة على طلابها المثبتين في المدرسة، بالاضافة الى ما كان مجهزا لهم من الحصر والسراج والزيت والورق والحبر والاقلام، وكان يقدم لهم في الصيف الماء البارد وفي الشتاء الماء الساخن، وكان رجال الادارة والتدريس توزع عليهم كميات كبيرة من الخبز واللحم والخضروات التي تكفيهم وتكفي ضيوفهم، بالاضافة الى ما كانوا ينالونه من هبات وعطايا. وكانت الاراضي والضياع التي اوقفت على الجامعة تدر دخلا يكفي للنهوض بها والقيام برسالتها، حتى قيل: ان قيمة ما وقف عليها يساوي الف الف دينار، وان واردات هذه الاوقاف بلغت نيفا وسبعين الف مثقال من الذهب في سنة، وكان القائمون على وقف المستنصرية في كل شهر يتقاضون مرتبا نقديا من الدنانير الذهبية تختلف باختلاف منازلهم واقدارهم.
* وماذا يؤرخ التاريخ عن الدراسة في المدرسة المستنصرية؟
ــ ظل التدريس قائما في الجامعة المستنصرية اربعة قرون منذ ان افتتحت في سنة (631 هـ ــ 1233م) حتى سنة (1048 هـ ــ 1638م)، وان تخلل ذلك فترات انقطاع، كانت الاولى في اثناء الاحتلال المغولي لبغداد سنة (656 هـ ــ 1258م) وتوقفت الدراسة فيها قليلا، ثم عاد اليها نشاطها من جديد؛ حيث استؤنفت الدراسة سنة (656 هـ ــ 1258م)، وظلت الدراسة قائمة بالمستنصرية بانتظام بعد سقوط بغداد نحو قرن ونصف من الزمن.
ثم توقفت الدراسة بها وبغيرها من مدارس بغداد؛ بسبب تدمير تيمورلنك لبغداد مرتين الاولى سنة (765 هـ ــ 1392م) والاخرى في سنة (803 هـ ــ 1400م)؛ حيث قضى تيمورلنك على مدارس بغداد ونكل بعلمائها واخذ معه الى سمرقند كثيرا من الادباء والمهندسين والمعماريين، كما هجر بغداد عدد كبير من العلماء الى مصر والشام وغيرها من البلاد الاسلامية، وفقدت المستنصرية في هذه الهجمة الشرسة مكتبتها العامرة، وظلت متوقفة بعد غزو تيمورلنك نحو قرنين من الزمن حتى افتتحت للدراسة سنة (998 هـ ــ 1589م)، ولكن لم تدم طويلا فعادت واغلقت ابواها سنة 1048 ÷ـ ــ 1938م.
* ومن الذي اعاد احياء المستنصرية؟
ــ بعد توقف الدراسة بالمستنصرية ثم اتخاذها لأغراض اخرى: فاستعملت تكية ودارا للمكوس والضرائب وخانا للمسافرين ومسكنا لجنود احدى الكتائب، وامتدت اليها يد الاهمال: فضاع كثير من بهائها ورونقها، واختفت اجزاء من مبانيها، وظل الامر على هذا النحو من الاهمال والنسيان، حتى استطاعت مديرية الاثار العراقية ان تضع يدها على المبنى وتوليه عنايتها وتعيد اليه رونقه وجماله، وافتتح للزيارة باعتباره اثرا في سنة (1380 هـ ــ 1960م)، وقد عادت بحلة جديدة لتستمر في عطائها العلمي حتى يومنا هذا.
__________________
تعتبر الجامعة المستنصرية من اقدم الجامعات في العالم وذلك.....
لم يتبق من ذكرى الخليفة المستنصر بالله سوى جامعته العلمية الخالدة المعروفة بالمستنصرية، والتي تعد من اقدم الجامعات العلمية ومن اعظم الاعمال الحضارية التي قامت بها الخلافة العباسية في اواخر ايامها، والتي شاء لها القدر ان تظل الاثر الوحيد الذي بقيت قائمة حتى يومنا من دور العالم العباسية في بغداد على كثرتها باختلاف طابعتها.
جريدة (الاتحاد) التقت الدكتور رجاء احمد آل بهيش مدير اعلام الجامعة المستنصرية وسألناه، متى شرع انشاء المدرسة المستنصرية فأجاب:
ــ شرع الخليفة المستنصر بالله العباسي في بناء الجامعة ببغداد على شط دجلة سنة (625 هـ ــ 1227م)، وقام على بنائها وتشييدها استاذ دار الخلافة محمد بن العلقمي، وبلغ ما انفقه عليها 700 الف دينار، وافتتحت الدراسة في (5 من رجب 631 هـ ــ 6 ابريل 1223م) وكان يوما مشهودا اقيم فيه احتفال كبير بهذه المناسبة، وذبح الفا رأس من الغنم، واقيم سماط عظيم في صحن المدرسة وكان عليه صفوف شتى الالوان المختلفة من الاطعمة الفاخرة، أكل منه الحاضرون وحمل منه الى سائر دروب بغداد.
* ماذا عن الدراسة في المستنصرية كجامعة كبرى؟
ــ عنيت هذه المدرسة العلمية بدراسة علوم القرآن والسنة النبوية والفقه والطب والرياضيات على نحو لم يسبق من قبل، فقد خصص الخليفة المستنصر لدراسة الفقه الاسلامي بناية خاصة، تدرس فيها المذاهب الفقهية الاربعة مجتمعة لأول مرة في تاريخ المدارس الاسلامية، وجعل للطب بناية خاصة، ثم اضاف الى مدرستي الفقه والطب دارين اخرين: دارا للقرآن ودارا للسنة، وبذلك جمع الخليفة المذاهب الفقهية الاربعة وعلوم القرآن والسنة النبوية وعلم الطب والعربية والرياضية والفرائض وجعلها في مكان واحد وتألف من ابنية متعددة اطلق عليها اسم المستنصرية، وكان قبل ذلك تبنى مدارس مستقلة لكل فرع من تلك الفروع، فيدرس الطب في مدارس مستقلة به بعيدا عن مدارس الحديث، التي هي الاخرى مستقلة عن دور القرآن.
وقد سن الخليفة المستنصر بالله سنة حسنة بدراسة الفقه بمذاهبه الاربعة في مدرسة واحدة، فلم يكد تمضي عشر سنوات على افتتاح المستنصرية، حتى اقدم الملك الصالح نجم الدين ايوب بأنشاء المدرسة الصالحية في القاهرة سنة (641 هـ ــ 1243م) لتدريس المذاهب الاربعة، ثم قامت زوجة الخليفة المستعصم آخر الخلفاء العباسيين المعروفة باسم “باب بشير” ببناء المدرسة البشيرية في سنة (649 هـ ــ 1251م) بالجانب الغربي من بغداد وجعلتها وقفا على المذاهب الاربعة على قاعدة الجامعة المستنصرية، وافتتحت للدراسة في 13 من جمادي الآخر سنة 653 هـ، ثم تولي بعد ذلك انشاء المدارس التي انتجت في النهج في تدريس الفقه بمذاهبه الاربعة.
* كيفية النظام الاداري ــ والنظام الدراسي؟
ــ كان يتولى ادارة الجامعة المستنصرية ناظر يختار من بين كبار موظفي الدولة يعاونه عدد من المساعدين، يأتي في مقدمتهم المشرف وهو كالمراقب المالي او المفتش والكاتب والخازن، وعدد من المستخدمين يقومون على خدمة المدرسين والطلاب، ويعد عبدالرحمن التركيتي اول من تولى منصب نظارة المدرسة المستنصرية؛ حيث عين في اليوم التاسع من رجب (631 هـ ــ 1233م).
اما النظام الدراسي فقد اختير للتدريس بالمستنصرية كبار شيوخ وائمة العلم في العراق والشام ومصر وغيرها ممن حصلوا على اسناد عال، او انتهت اليهم رئاسة العلم ام عرفوا بالبحث الدراسي العميق، ويعاون هؤلاء المدرسين معيدون نابغون، اما الطلاب فكان يدقق في اختيارهم من بين الطلاب النابهين وان لكل مذهب من المذاهب الفقهية مدرسا يعاونه اربعة معيدين، وفي القسم المخصص لكل مذهب يجلس شيخ على مقعد مفروش بالسجاد، وقد ارتدى حلة سوداء والى يمينه ميعدان،وعن يساره ممثلهما لإعادة ما يمليه الشيخ من الدروس.
* وماذا عن الوسائل المعينة ــ والتفرغ للدرس والتحصيل العلمي؟
ــ كانت المدرسة مجهزة بما يعين للطلاب على الدرس والتحصيل ويساعد الاساتذة على الشرح والتوضيح؛ فالحقت بالجامعة مكتبة عامرة اهداها الخليفة المستنصر اليها، وكانت تضم ثمانين الف كتاب بالاضافة الى ما حمل عليها من ذلك، وكانت دار الكتب هذه يقوم عليها خزنة من العلماء والافذاذ والمؤرخين المشهودين، وتضم عددا من الناسخين والمناولين للكتب الذين يقومون على خدمة الطلاب. وضمت الجامعة مستشفى يدرس فيه الطب؛ حيث تقترن الدراسة النظرية بالتطبيق ومعالجة الحالات المرضية، واجراء الفحوص والتجارب.
اما التفرغ للدرس والتحصيل العلمي يتفرغ القائمون عليها والملتحقون بها للدراسة والتحصيل، لا تشغلهم اعباء الحياة عن مواصلة البحث ولا يلههم التفكير في لقمة العيش عن متابعة التحصيل، وقد خصص لنظارها وشيوخها ومدرسيها ومعيديها واطبائها وطلابها وكل العاملين بها ما يكفيهم من الطعام والنفقات، ورتبت لهم البيوت والمساكن، وكانت الاطعمة توزع يوميا مطبوخة على طلابها المثبتين في المدرسة، بالاضافة الى ما كان مجهزا لهم من الحصر والسراج والزيت والورق والحبر والاقلام، وكان يقدم لهم في الصيف الماء البارد وفي الشتاء الماء الساخن، وكان رجال الادارة والتدريس توزع عليهم كميات كبيرة من الخبز واللحم والخضروات التي تكفيهم وتكفي ضيوفهم، بالاضافة الى ما كانوا ينالونه من هبات وعطايا. وكانت الاراضي والضياع التي اوقفت على الجامعة تدر دخلا يكفي للنهوض بها والقيام برسالتها، حتى قيل: ان قيمة ما وقف عليها يساوي الف الف دينار، وان واردات هذه الاوقاف بلغت نيفا وسبعين الف مثقال من الذهب في سنة، وكان القائمون على وقف المستنصرية في كل شهر يتقاضون مرتبا نقديا من الدنانير الذهبية تختلف باختلاف منازلهم واقدارهم.
* وماذا يؤرخ التاريخ عن الدراسة في المدرسة المستنصرية؟
ــ ظل التدريس قائما في الجامعة المستنصرية اربعة قرون منذ ان افتتحت في سنة (631 هـ ــ 1233م) حتى سنة (1048 هـ ــ 1638م)، وان تخلل ذلك فترات انقطاع، كانت الاولى في اثناء الاحتلال المغولي لبغداد سنة (656 هـ ــ 1258م) وتوقفت الدراسة فيها قليلا، ثم عاد اليها نشاطها من جديد؛ حيث استؤنفت الدراسة سنة (656 هـ ــ 1258م)، وظلت الدراسة قائمة بالمستنصرية بانتظام بعد سقوط بغداد نحو قرن ونصف من الزمن.
ثم توقفت الدراسة بها وبغيرها من مدارس بغداد؛ بسبب تدمير تيمورلنك لبغداد مرتين الاولى سنة (765 هـ ــ 1392م) والاخرى في سنة (803 هـ ــ 1400م)؛ حيث قضى تيمورلنك على مدارس بغداد ونكل بعلمائها واخذ معه الى سمرقند كثيرا من الادباء والمهندسين والمعماريين، كما هجر بغداد عدد كبير من العلماء الى مصر والشام وغيرها من البلاد الاسلامية، وفقدت المستنصرية في هذه الهجمة الشرسة مكتبتها العامرة، وظلت متوقفة بعد غزو تيمورلنك نحو قرنين من الزمن حتى افتتحت للدراسة سنة (998 هـ ــ 1589م)، ولكن لم تدم طويلا فعادت واغلقت ابواها سنة 1048 ÷ـ ــ 1938م.
* ومن الذي اعاد احياء المستنصرية؟
ــ بعد توقف الدراسة بالمستنصرية ثم اتخاذها لأغراض اخرى: فاستعملت تكية ودارا للمكوس والضرائب وخانا للمسافرين ومسكنا لجنود احدى الكتائب، وامتدت اليها يد الاهمال: فضاع كثير من بهائها ورونقها، واختفت اجزاء من مبانيها، وظل الامر على هذا النحو من الاهمال والنسيان، حتى استطاعت مديرية الاثار العراقية ان تضع يدها على المبنى وتوليه عنايتها وتعيد اليه رونقه وجماله، وافتتح للزيارة باعتباره اثرا في سنة (1380 هـ ــ 1960م)، وقد عادت بحلة جديدة لتستمر في عطائها العلمي حتى يومنا هذا.
__________________